الاثنين، 9 ديسمبر 2013

ABDOUHAKKI

رسالة الأمين العام بمناسبة يوم حقوق الإنسان الثلاثاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2013

يصادف يوم حقوق الإنسان الذكرى السنوية لاعتماد الجمعية العامة صكا تاريخيا هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويصادف احتفال هذا العام أيضا ذكرى مرور 20 عاما على اتّخاذ خطوة جريئة إلى الأمام في مسيرة النضال لتكون حقوق الإنسان حقيقة واقعة للجميع: ألا وهي اعتماد المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان إعلان وبرنامج عمل فيينا. فقد اعتمدت الدول الأعضاء، مستفيدةً من مشاركة أكثر من 800 من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الوطنية وهيئات المعاهدات والأكاديميين، رؤية بعيدة المدى وأنشأت مفوضية حقوق الإنسان، فحقّقت بذلك حلما ظل يراود المجتمع الدولي آجالا طويلة.
وفي العقدين المنقضيين على إنشاء المفوضية، تولى خمسة مفوضين متفانين دفة العمل الذي اضطلعت به الأمم المتحدة للنهوض بحقوق الإنسان على الصعيد العالمي. وتقوم المفوضية، مستعينةً بتشكيلة واسعة من المعايير والآليات، بالدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وتضغط على الدول لترقى إلى مستوى التزاماتها، وتدعم خبراء وهيئات حقوق الإنسان، وتساعد الدول من خلال وجودها في 61 بلدا على تطوير قدراتها في مجال حقوق الإنسان.
إنّ تعزيز حقوق الإنسان هو واحد من مقاصد الأمم المتحدة الأساسية، وقد سعت المنظمة إلى أداء هذه المهمة منذ تأسيسها. وكانت الإرادة السياسية للدول الأعضاء آنذاك، كما هي اليوم، مفتاح النجاح. فالدول هي التي يقع عليها، في المقام الأول، الالتزام بحماية حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات على الصعيد الوطني، والوقوف في وجه الدول الأخرى عندما تتقاعس عن الوفاء بالتزاماتها. وليس هذا دائما بالأمر اليسير، فقد شهدنا على مدى السنوات العشرين الماضية إبادات جماعية وانتهاكات مروعة وواسعة النطاق للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
إن تحسين طريقة عمل منظومة الأمم المتحدة في منع الكوارث الوشيكة والتصدي لها يقع في صلب مبادرة جديدة، ألا وهي خطة عمل الحقوق أولاً. وتستهدف الخطة ضمان إدراك منظومة الأمم المتحدة وجميع موظفيها للموقع المركزي الذي تحتله حقوق الإنسان في المسؤوليات الجماعية للمنظمة. وتسعى خطة العمل هذه، قبل كل شيء، إلى تعزيز تصدينا للانتهاكات المتفشية، ومنع نشوئها أصلاً، من خلال التركيز على الإنذار المبكر والعمل المستنديْن إلى الحقوق.
وفي يوم حقوق الإنسان، أدعو الدول إلى الوفاء بالوعود التي قطعتها في مؤتمر فيينا. وأؤكد مجددا التزام الأمانة العامة للأمم المتحدة والصناديق والبرامج التابعة لها بالتحلّي باليقظة والشجاعة في مواجهة انتهاكات حقوق الإنسان. وأودّ في الختام أن أشيد برمز عظيم من رموز حقوق الإنسان في عصرنا، وهو نلسون مانديلا الذي أحزنت وفاته العالم، غير أن تمسّكه بالدفاع عن كرامة الإنسان والمساواة والعدالة والرأفة مدى حياته سيظلّ أبدا مصدر إلهام لنا ونحن نواصل بناء عالم تكون فيه حقوق الإنسان مكفولة للجميع.