السيد اليزمي : لا يمكن بناء وطن الديمقراطية وحقوق
الإنسان دون تربية الأطفال والشباب (...)
احتلت كوثر بومهدي، التلميذة بالمستوى الثانوي بثانوية
الحسن الثاني بنيابة آسفي المرتبة الأولى لجائزة ناشئة الفكر الحقوقي لسنة 2013 التي
أشرفت على تنظيمها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بمراكش بشراكة مع الأكاديميتين الجهويتين
للتربية والتكوين مراكش-تانسيفت-الحوز ودكالة-عبدة.
وقد تم تتويج التلميذة بومهدي إلى جانب التلاميذ
سمية سرستو (المرتبة الثانية - نيابة الرحامنة) وسكينة العاجي (المرتبة الثالثة - نيابة
آسفي) وسامية علاوي (المرتبة الرابعة - نيابة اليوسفية) وعبد الكبير أيت الحاج (المرتبة
الخامسة - نيابة الصويرة) في حفل نظم يوم السبت 14 دجنبر 2013 بمدينة مراكش تميز بحضور
رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي والوزير المنتدب لدى وزير التربية
الوطنية والتكوين المهني السيد عبد العظيم كروج والسيد أحمد عبادي عضو المجلس الوطني
لحقوق الإنسان، إلى جانب مدراء أكاديميات جهوية للتربية والتكوين ونواب وزارة التربية
الوطنية وأطر المنظومة التربوية وممثلو هيئات المجتمع المدني وعدد من التلاميذ المشاركين
في المسابقة وعدد من أوليات الأمور.
وقد قدم السيد مصطفى العريصة، رئيس اللجنة الجهوية
لحقوق الإنسان، فلسفة وأهداف وأبرز محطات هذه الجائزة التي مر تنظيمها عبر ثلاث مراحل
همت الأولى التصفيات أو الانتقاء الأولي على مستوى الثانويات بالجهتين،عهد إلى أساتذة
مادة الفلسفة بالثانويات المعنية بتدبيرها. فيما شملت المرحلة الثانية من الإقصائيات
مستوى الإقليم الواحد تم خلالها توحيد السؤال وكذا توحيد زمن المباراة و مركزة تدبيرها،أما
المرحلة الثالثة فقد تمثلت في تنظيم مباراة النهائيات على المستوى الجهوي، والتي شارك
فيها الفائزون بالأقاليم المعنية و عددهم 56 تلميذا وتلميذة .
وتدخل هذه الجائزة في إطار مساهمة المجلس الوطني
لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية في النهوض بثقافة حقوق الإنسان وإشاعتها وترسيخ قيم المواطنة
المسؤولة، كما تأتي انسجاما مع روح التعاون القائم بين المجلس ووزارة التربية الوطنية
في مجال التربية على حقوق الإنسان داخل المؤسسات التعليمية، وكذا اتفاقيات الشراكة
التي تجمع المجلس ولجانه مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ومن بينها اتفاقية
الشراكة الموقعة بتاريخ 27 أبريل 2013 بين لجنة مراكش وأكاديمية مراكش-تانسيفت الحوز.
وتهدف الجائزة إلى تحسيس تلاميذ وتلميذات السنة الثانية باكالوريا بخصوص المواثيق الدولية
لحقوق الإنسان وتنمية قدراتهم المعرفية في مجال الفكر الحقوقي بصفة عامة.
كما ترمي هذه الجائزة، التي تم في إطار تنفيذها
إنجاز مؤلف بعنوان "في التأسيس الفلسفي لحقوق الإنسان" أعده الأساتذة: محمد
سبيلا، عبد السلام بن عبد العالي ومصطفى لعريصة، إلى التشجيع على القراءة والعناية
بها كحق وسلوك وواجب في الوقت ذاته. وبعد أن شملت التجربة الأولى من "جائزة ناشئة
الفكر الحقوقي" مؤسسات تعليمية تابعة للأكاديميتين الجهويتين للتربية والتكوين
بكل من جهتي مراكش-تانسيفت-الحوز، و دكالة-عبدة، من المزمع أن تنتقل لاحقا إلى جهة
ثانية من جهات المملكة تحت إشراف إحدى اللجان الجهوية لحقوق الإنسان البالغ عددها
13.
وفي كلمة له بالمناسبة، اعتبر السيد اليزمي أنه
"لا يمكن بناء وطن الديمقراطية وحقوق الإنسان، المنفتح على الإنسانية والملتزم
بكونية حقوق الإنسان دون إشراك الشباب".
وبعد أن ذكر بأن "51 في المائة من ساكنة المغرب
تبلغ أقل من 25 سنة وأن المنظومة التعليمية تضم نحو 6 ملايين من الأطفال والشباب، أكد
أنه تقوية وترسيخ دولة الحق والقانون تمر وجوبا عبر تكوين الشباب في مجال حقوق الإنسان
حتى "نجعل من كل شاب وطفل مواطنا يدافع على حقوق الإنسان ويعمل على الدفاع على
كرامة المواطن المغربي وكرامة الإنسانية جمعاء".
وأوضح أنه سيتم تنظيم جائزة ناشئة الفكر الحقوقي
تباعا في كل جهات المملكة. وفي هذا الصدد تم الإعلان في ختام الحفل عن تنظيم النسخة
الثانية لهذه الجائزة تحت إشراف اللجان الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون السمارة وطانطان
كلميم والداخلة أوسرد.
وأكد التزام المجلس ولجانه الجهوية جعل من قضية
الشباب والعمل مع الشباب محورا أساسيا واستراتيجيا
من جانبه دعا السيد الكروج إلى القيام بـ"تعبئة
فردية وجماعية وتحمل المسؤولية كل من موقعه للنهوض بثقافة حقوق الإنسان وإشاعتها وترسيخ
قيم المواطنة والسلوك المدني داخل المؤسسات التعليمية".
وعرف هذا الحفل تقديم معزوفات وأغاني وأناشيد فنية
من أداء أساتذة وتلاميذ بعض المؤسسات التعليمية بجهتي مراكش تانسيفت الحوز ودكالة عبدة،
وعرض شريطي وثائقي تحت عنوان "اليوم أعود" يحكي ما يكابده تلاميذ العالم
القروي من صعوبات للوصول إلى المدرسة واستكمال التعليم.