السبت، 7 ديسمبر 2013

ABDOUHAKKI

الخــــريف النـــــقابي بالمــــــغرب :يوسف بوغــنيــــمي .


  خلال الأسبوع الجاري سطع نجم التنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الاجازة و الماستر فوج 2012 و 2013 الى الواجهة,  بعد أن نقل هؤلاء معركتهم النضالية الى شوارع العاصمة الرباط وصاروا يؤتثون اضراباتهم واعتصاماتهم بمسيرات أمام المقرات الحيوية للعاصمة الادارية متنقلين بين قبة البرلمان وواجهات الوزارات  للتعريف بملفهم المطلبي , رافضين جملة وتفصيلا المذكرات والمراسيم الوزارية التي تحرمهم من الترقية بالشهادة وتطالبهم بالمباراة  , مطالبين بالترقية المباشرة دون قيد او شرط مع تغيير الاطار والترتيب في الدرجة المناسبة للشهادة , والتي لن تكلف السلطات الوصية على حد تعبير المنسق الوطني لأساتذة الماستر مولاي الكبير قاشي سوى جرة قلم , بتغيير بسيط في بعض من فصول الجريدة الرسمية, وفي الحين نفسه متهمين النقابات التعليمية بالتواطؤ من خلال بيانات بعض النقابات التي طالبتهم بتعليق الاضراب حينا أو من خلال الصمت المريب لباقي الاطارات النقابية الموازية والتي لم تهمس ببنت شفة  ...
أما وزارة التربية الوطنية ممثلة في كاتبها العام يوسف بلقاسمي , فترى في المباراة شرطا موضوعيا وقانونيا للترقي في الدرجة وهو الأمر الذي تم الاتفاق بشأنه مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية .
لكن أبرز هذه التجاذبات  بحر هذا الأسبوع كان  اعتقال مجموعة من الأساتذة المضربين وإطلاق سراحهم في وقت لاحق , حيث نجح هؤلاء في   تسويق نضالهم  اعلاميا عبر اثارة  وسائل الاعلام العمومية الرسمية ;والتعبئة عبر شبكات التواصل الاجتماعي و المواقع الاخبارية الالكترونية , ليصل ملفهم الى قبة البرلمان في اطار الاسئلة الشفوية الأسبوعية التي يسائل فيها نواب الأمة الحكومة المغربية .
وفي ظل صعود نجم التنسيقيات الوطنية والجهوية, كما هو الشأن بالنسبة للتنسيقية الوطنية لحاملي الاجازة والماستر و التي أبانت عن تنسيق قوي وعن حشد مهم للقواعد من مختلف مدن المملكة , وعن برنامج نضالي متكامل, وعن احتكامها للقرارت الصادرة عن قواعدها , آخذين القدوة من الأفواج السابقة ,متسلحين بقيادات  شبابية أبانت عن قدرة حقيقية  في تدبير الملف, ورفعه الى أعلى مستوى, وعن خوض أشكال نضالية وصفوها بالشجاعة تمثلت في تحدي الاقتطاعات كإجراءات ادارية رادعة .
كل هذا يدعونا للتساؤل الى أي حد يمكن القول بأن المغرب قدر عرف خريفا نقابيا ترجمه  التراجع الكبير التي أصبحت تعيشه النقابات ببعض القطاعات الحيوية , وأنها لم تعد تجني سوى الفتات ...وسط كثير من الأسئلة التي صارت تطرح حول جوهر العمل النقابي , والذي أصبح يوصف  بموضة التظاهر في فاتح ماي العيد الأممي للطبقة العاملة , و عن شيخوخة للكوادر وعن اطارات  أضحت مجرد ماكينة لإعادة تدوير وإنتاج نفس النخب.
أما الأمر الثاني الذي أصبح يدعو للتساؤل هو مدى  خضوع النقابي للسياسي وهل الأمر أصبح حقيقة لا مراء فيها , اذا ما علمنا أن فاتورة ذلك  تدفع ثمنها الطبقات العاملة , ثم لنعود للحديث عن   انحطاط مستوى الخطاب النقابي أحيانا , والذي تمت ترجمته بأشكال نضالية أضرت بالتظاهر النقابي أكثر مما أعطته قيمة مضافة,  مما فتح الباب على مصراعيه أمام تنسيقيات سرعان مابزغ نجمها و أضحت  تنجح في كسب رهانها متجاوزة الاطارات النقابية التي انزاحت في الكثير من الأحيان عن الاهتمامات الرئيسية للشرائح التي تمثلها
وفي المقابل هل يمكن القول أن الحكومة الحالية وإجراءاتها الرادعة نجحت في محاصرة المد الاضرابي , حتى ولو كنا بعيدين  عن سن قانون للإضراب , ومما لاشك فيه فأنها لا محالة نجحت الى حد كبير في الحد من نزيف الاضرابات ,و التي شكلت في وقت من الأوقات ثقلا أوصل بعض القطاعات الى مستوى متدن من الخدمة العمومية و من الميوعة النقابية ,والشلل التام ببعض المرافق العامة والتي أفقدت الاضراب قوته وقدسيته ,حتى غدا الاضراب غاية في حد ذاته لا وسيلة , حيث تم  تصويره بشكل واع  أو دونما  ذلك  كإجراء عبثي يضر بالمنفعة العامة أكثر مما يحقق نفعا للفئات العاملة  المتضررة ...
لكن اللافت للأمر هو أنه بمجرد تطبيق قرارات الاقتطاع ,وربط الأجر بالعمل دفعت بنسبة مهمة من الأطر على اختلاف قطاعاتها  الالتحاق بمقرات عملها ,وممارسة أنشطتها المهنية خدمة للمواطن العادي الذي يلج هذه المؤسسات العمومية لاستفادة من خدماتها ليس إلا...
وهل يمكننا القول بأن الربيع المغربي الذي طالما تغنىينا بكونه ديمقراطيا قد يحمله البعض شماعة الخريف النقابي ...
رابط مسيرة التنسيقية على موقع اليوتوب