على هامش المنتدى الأول للجمعية الجهوية للإتحاد
الوطني لنساء المغرب بسلا
المرأة المغربية حققت قفزة نوعية في عهد السيرة المحمدية
" الفعل والتمكين النسائي في ظل المسيرة المحمدية
" كان هو شعار المنتدى الأول الذي نظمته مؤخرا الجمعية الجهوية للإتحاد الوطني لنساء المغرب بسلا بمقر
القاعة الكبرى لعمالة سلا تخليدا لليوم
العالمي للمرأة . وشهد المنتدى حضورا رسميا للسلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات
الشأن المحلي إلى جانب الحضور البارز للمرأة في جميع مواقع المجتمع المدني والقرار
السياسي والأطر العليا المختصة في مجالات
متعددة .
وأوضحت السيدة شمس الضحى العلوي الإسماعيلي، رئيسة الجمعية الجهوية للاتحاد الوطني لنساء المغرب بسلا، في كلمتها الافتتاحية أن أميرة القلوب صاحبة السمو الأميرة الجليلة للا مريم حفظها الله ومنذ أن عينها صاحب الجلالة الملك الأمل سيدي محمد السادس نصره الله، ضخت سموها بقلبها الذي ينبض بالخير والمحبة دماء جديدة في شرايين الإتحاد حتى أصبح كخلية نحل كلها عطاء بسخاء، متبنية إستراتيجية جديدة لإعطاء العمل التطوعي مكانته التأطيرية ضمن النسيج الجمعوي المؤهل للقيام بتكوين فئات عريضة من المجتمع في مختلف المجالات مؤكدة توسع فروع الإتحاد الوطني في أقاليم المملكة بتسمية الجمعيات الجهوية للإتحاد وبانخراط تشاركي للرجل ، فضلا عن الحضور الكبير والميداني للشريفة للا أم كلثوم كرئيسة منتدبة للإتحاد الوطني لنساء المغرب والذي أعطى قيمة مضافة ودينامية فعالة . كما أشادت شمس الضحى العلوي بالمكتسبات التي حققتها المرأة المغربية في العشرية الأّخيرة من خلال ترسيخ مدونة الأسرة ، واعتماد اللائحة الوطنية لتمثيلية النساء في البرلمان ، وإجراء تعديلات على قانون الجنسية، ومدونة الانتخابات،والميثاق الجماعي ،إلى جانب الإشادة بمضامين الدستور الجديد الذي قدم أيضا مكاسب هامة للمرأة في مجال العدالة الاجتماعية والمساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات .
وأضافت شمس الضحى في كلمتها أن شعار المنتدى توخا
مسلسل النضالات التي خاضتها ولا زالت
تخوضها المرأة على كل الواجهات في أفق تحقيق المساواة والمناصفة مع الرجل لتعزيز الانتقال
الديمقراطي وبناء دولة الحداثة ، مبرزة قيمة التكريم لرائدات يحتفى بهن إخلاصا لهن
ولمسارهن النضالي.
وتطرقت الأستاذة الجامعية المبرزة رجاء
ناجي في مداخلة حول موضوع "المرأة في البحث العلمي" أن
المرأة غائبة في هذا المجال من خلال استقرار الأرقام إن لم تكن قد نزلت عن مستواها
في الاكتشافات العلمية أي ما بين 25 اسما نسائيا في القرن 19، وتنازل تدريجيا إلى 12 اسما في
القرن 20 ، ثم إلى أدنى المستويات في القرن
21 ، وعللت الأستاذة الجامعية من
خلال الدراسات التي أنجزتها أن أسباب الغياب البارز للنساء في هذا المجال يعود
لحكر الرجال على مراكز القرار بالجامعات ، فضلا عن الوقت الكبير الذي يأخذها
للعناية بالبيت والأسرة مثل باقي نساء العالم.
-
2 -
وعلى مستوى ما حققته المرأة في السيرة المحمدية من خلال مداخلة الأستاذة
الجامعية نجاة المريني، جددت التأكيد على
أن مدونة الأسرة على الرغم من الملحوظات
المسجلة عليها اعتبرت خطوة جريئة وصرخة
مدوية لحق المرأة في تحقيق مواطنتها ، ونقطة مضيئة للعناية بالأسرة والتكافل الأسري
وتحديد النظر في ظاهرة التعدد لوضع آمن للمرأة ، وإحداث محاكم خاصة بالأسرة وصندوق
التكافل الاجتماعي مؤكدة أن الطريق ما زال صعبا في تحقيق الأهداف المراهن عليها .
كما أوضحت أن مدونة الانتخابات أعطت للمرأة نفسا جديد داخل البرلمان وفي المجالس المحلية والجهوية، كما قدمت المرأة في هذا المجال تطورا كبيرا على مستوى الفعالية والتمثلية المشرفة، فضلا عن التعديلات الأخرى في ديوان المظالم الذي استطاع تأكيد فعله ومهامه أحسن قيام ، مشيرة إلى أن الإصلاح لا يمكن أن يأتي دفعة واحدة، و دستور 2011 مكن النساء من مناصب المسؤولية، وكرس مبدأ المناصفة والمساواة بين الجنسين ،و ربط المسؤولية بالمحاسبة .
كما أوضحت أن مدونة الانتخابات أعطت للمرأة نفسا جديد داخل البرلمان وفي المجالس المحلية والجهوية، كما قدمت المرأة في هذا المجال تطورا كبيرا على مستوى الفعالية والتمثلية المشرفة، فضلا عن التعديلات الأخرى في ديوان المظالم الذي استطاع تأكيد فعله ومهامه أحسن قيام ، مشيرة إلى أن الإصلاح لا يمكن أن يأتي دفعة واحدة، و دستور 2011 مكن النساء من مناصب المسؤولية، وكرس مبدأ المناصفة والمساواة بين الجنسين ،و ربط المسؤولية بالمحاسبة .
وحول موضوع تدبير الشأن العام" واقع التمكين وآفاق المناصفة" تحدثت السيدة
فاطمة الزهراء بابا أحمد، مستشارة لدى
وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، مكلفة بملف المرأة ، عن مفهوم التمكين لدى المرأة من خلال منحها
مستوى أعلى من التحكم والتغلب على العقبات ، وأيضا قدرتها على استغلال النتائج والاعتراف
بها كعنصر فاعل في عملية التنمية ، وطرحت السيدة المستشارة مجموعة من الأسئلة
المتعلقة بالتمييز الايجابي والكوطا على
مستوى المشاركة السياسية للنساء بشكل عادل أي بإعادة النظر في آليات تطبيق الكوطا
بشكل يجعلها أنظمة أكثر عدالة .
وحول سيرورة
عملية تمكين المرأة بالمغرب ، أكدت المستشارة على أن المغرب لا زال يعرف تطورا على
مستوى النهوض بأوضاع المرأة من خلال إصلاح التشريعات القانونية التي كرست حقوق
النساء كمدونة الأسرة ، ومدونة الشغل ،وقانون الجنسية ، مشددة على أن مفهوم
المناصفة لا زال منفتحا على الفهم والتأويل والتفعيل رغم أن المغرب يعتبر من
البلدان القلائل في العالم الذي ينص على مبدأ المناصفة في الدستور ومبدإ المساواة
وتكافؤ الفرص بين الجنسين ، فيما دول أخرى
تأرجحت عملية فرض المناصفة بين مؤيد يراها نافذة الفرص وإجراء تصحيحيا يعيد
التوازن للمجتمع على أساس تحقيق الإنصاف والعدل بين المرأة والرجل ، وبين معارض
يراها مبدأ غير دستوري من حيث تعارضها مع مفهوم المواطنة ومن حيث مسها بمبدإ
المساواة بين المواطنين ، وبين فئة ثالثة تميز بين تطبيق أليات المناصفة بشكل آلي
على مستوى النتائج، وبين تطبيق المناصفة على مستوى قبلي في إطار إتاحة الشروط
الضرورية لضمان تكافؤ الفرص .
وختمت السيدة
المستشارة مداخلتها بتقديم مجموعة من
المقترحات المرتبطة بالتاسيس القبلي والمرحلي للمناصفة أبرزها :
- اعتماد مبدإ تكافؤ الفرص كحق مكفول لجمبع النساء في
جميع الوظائف الانتخابية والمسؤوليات المهنية والاجتماعية .
- تغيير العقليات والصور النمطية بحقوق المرأة .
- تكوين وتوسيع مشاتل وحاضنات للنساء الأطر والكفاءات
العليا .
- دراسة عوامل التوفيق بين المهني والأسري لدى المرأة .
- كسر السقف الزجاجي بتحديد طبيعة المعايير لقبول ملفات
الترشيح بمختلف مستوى المسؤولية التي
تساهم في منع المرأة من ولوجها لمراكز القرار .
وشددت النائبة
البرلمانية والمهتمة بقضايا المرأة جميلة
مصلي في موضوع "المستجدات القانونية في مجال المرأة في العشرية
الأخيرة"، مدى التطور الكبير الذي عرفه المغرب على مستوى أوضاع المرأة في
المجال الدستوري والتشريعي والسياسي،مؤكدة تكريس المساواة في الحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والبيئية انطلاقا من الوثيقة
الدستورية التي منحت للمرأة مكانة قيمة
مبنية على الكفاءة والاستحقاق في انتظار المزيد من الحقوق والتمثيلية في موقع
القرار الأعلى الذي لا يتعدى سقف أحد عشر في المائة ، مؤكدة أن المرأة في الجانب الاجتماعي
حاضرة بقوة في الجمعيات الإنسانية والتعاونيات بفضل المبادرة الوطنية للتنمية
البشرية .
-
3 -
وختمت الأستاذة
مليكة نجيب مسئولة سابقا بإحدى الوزارات ،مداخلات المنتدى حول موضوع "الإبداع في المسيرة المحمدية "
مؤكدة أن منجزات العهد المحمدي تجاوز كل التوقعات برؤية استباقية وشاملة للنهوض بالمغرب وبما حققته المرأة من مكتسبات لدرجة اتسم العهد
بتركيز عهد المؤسسات ومهمة تكافؤ الفرص وتساوي الحقوق والواجبات بين الرجال
والنساء ، إلى جانب مأسسة مقاربة النوع الاجتماعي في نشر الموارد البشرية،وخلق
مرصد وطني للنساء ، وتعديل الفصل 475 من القانون الجنائي الذي أصبح يمنع زواج
المغتصب من المغتصبة .
وبعد النقاش
المستفيض والتفاعل الكبير بين المتدخلات والحضور الكريم ، تم الخروج بمجموعة من
التوصيات أهمها :
-
إعادة النظر في صورة المرأة في
الإعلام ( اللوائح الإشهارية التي تؤثث شاشات التلفزة والشوارع ).
-
إعادة النظر في التعيين في مناصب
العليا .
-
الدعوة إلى جعل الصلح والوساطة
الإجتماعية هي المهمة الرئيسية لمراكز الإنصات التابعة للجمعيات قبل اللجوء إلى
المحاكم وغيرها .
-
بناء ثقافة جديدة واثقة في قيمة المرأة
وتقديم نماذج نسائية ناجحة في العديد من المجالات .
-
التعجيل بتطبيق مقتضيات دستور 2011
لما له من أهمية في تسريع حركة التقدم وحقوق الإنسان
وتجدر الإشارة أن اختتام المنتدى، قد شهد تكريم السيدة للا فاطمة الذهبي، أستاذة مفتشة رئيسة بوزارة الشبيبة والرياضة، وقيدومة الإتحاد الوطني لنساء المغرب ، والسيدة فاطنة دعنون، أستاذة متقاعدة ورئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب بإقليم الناظور، تقديرا لعطاءاتهما في المجالات التي تنشطان فيها وبخاصة في المجال النضالي النسائي في العالمين الحضري والقروي إلى جانب تمثيليتهما الدولية ، كما أن المنتدى الذي نشطته الإعلامية هناء العايدي ، عرف زيارة كل الشخصيات الحاضرة لمعرض اللوحات التشكيلية للفنانة ثورية بلكناوي في موضوع " التأمل الداخلي ".