الخميس، 18 ديسمبر 2014

ABDOUHAKKI

إغتيال جلال بريك المعارض التونسي في باريس

جلال بريك ظاهرة اجتماعية على صفحات الإنترنت التونسية
 نص عماد بنسعيّد 
جلال بريك اسم برز بعد قيام الثورة التونسية، وحقق خلال فترة زمينة قصيرة شهرة وقاعدة جماهيرية ضخمة ـ تضاهي أو تفوق بعض ساسة تونس. ورغم نوعية الفيديوهات المسجلة بطريقة الهواة، ولغته المثيرة للجدل والاستهجان أحيانا إلا أن مئات آلاف الأشخاص يشاهدونها على أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يعتبره البعض ظاهرة اجتماعية.
لا يمكن تجاهل ظاهرة فرضت نفسها على صفحات التواصل الاجتماعي في تونس وخاصة صفحات الفيس بوك منذ اندلاع الثورة التونسية . هي ظاهرة مصدرها شخصيات لم تكن معروفة من قبل، هواة في الغالب ، يقومون بتسجيل رسائل مصورة وتبثها على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي و يوتيوب وديلي موشن، مستفيدة من أبرز كسب حققته الثورة التونسية إلى الآن واكتشفه التونسيون بعد رحيل نظام بن علي: حرية التعبير .
وتقوم هذه الشخصيات ببث مقاطع فيديو مصورة تحمل مواقفهم من الأحداث الجارية في البلاد ويقيمون خلالها عمل الشخصيات السياسية أو يعلقون عبرها على الأحداث الوطنية والحياة السياسية.
ويبدو جلال بريك أبرز شخصية على الإطلاق انتهجت هذا الأسلوب في المشاركة التفاعلية على الإنترنت. حيث دأب بانتظام منذ اندلاع الثورة التونسية على بث شرائط مصورة على الإنترنت .مرد شعبية جلال بريك هي غزارة مشاركات هذا التونسي المقيم في فرنسا. فقد بث حوالي سبعمئة شريط فيديو إلى الآن ، وتنوعت مواضيع مداخلاته و خاصة انتقاداته التي تطال كل شيء، من العمل الحكومي إلى الحياة الاقتصادية ، إلى الشأن الإعلامي والثقافي والديني...ولم تسلم من نيران انتقاداته شخصيات سياسية كبيرة حتى إن صفحته على الفيس بوك حجبت أكثر من مرة بموجب حكم قضائي عسكري بعد مهاجمته لقائد أركان الجيوش الثلاثة في تونس رشيد عمار.
كما أن بعض صفحاته على الفيس بوك تعرضت للقرصنة عدة مرات ومن الثابت أن جلال بريك ، نجح في أن يجلب إليه الأضواء وأن يكون محط أنظار فئات اجتماعية مختلفة، وجدت في خطابه فهما للساحة التونسية وسلاسة ووضوحا لم تجده في بعض الخطابات السياسية الرسمية، رغم تحفظ البعض الآخر على اللغة التي يستخدمها بريك في خطاباته والتي توصف أحيانا بالمبتذلة ..كما أن البعض يعتبر أسلوبه الذي يعتمد كثيرا على الاستفزاز يخفي نقائص على مستوى دقة المعلومات، حيث يرى البعض أن مداخلات جلال بريك لا ترقي إلى مستوى التحليل السياسي الدقيق والمعمق.
 نجح جلال بريك المثير للجدل، في الحصول على قاعدة جماهيرية كبيرة خصوصا لدى الشباب في داخل وخارج تونس. ليصبح لسان حال عدد كبير منهم ، حتى أن مجموعات على الفيس بوك تطالب له اليوم بمقعد في المجلس التأسيسي الذي أفرزته انتخابات 23 من أكتوبر / تشرين الأول الماضي. كما يتم تداول فيديوهات جلال بريك بشكل واسع على صفحات الفيس بوك الشخصية والصفحات الجماعية ، وتتنوع ردود الفعل إزاءها بين مؤيد ورافض ، وما يحسب لبريك على الأقل أنه قدم مفهوما جديدا ومبتكرا لمشاركات الهواة التفاعلية على الإنترنت.
 فرانس 24 التقت جلال بريك الذي" ملأ الإنترنت وشغل الناس" ، للحديث عما أسماه البعض ظاهرة جلال بريك.
يقدم جلال بريك نفسه كمعارض دائم للنظام في تونس منذ الستينات من خلال الاتحاد العام لطلبة تونس، وواصل مسيرته السياسية ضد الحكومة في تونس طيلة حكم الحبيب يورقيبة ثم زين العابدين بن علي ، وسجن عدة المرات.
 يقول جلال بريك عن أول شريط فيديو بثه على الانترنت " إن فكرة تنفيذ أشرطة مصورة وبثها على الإنترنت أملتها ظروف عدة منها البعد الجغرافي ، حيث أنه يقطن في باريس ، بعيدا عن بلده تونس، ولم يكن من الممكن إيصال صوته إلى الجماهير إلا عبر الإنترنت، خاصة أن أبواب الراديو والتلفزيون التونسي لن تفتح له ليقول ما يشاء، حتى بعد الثورة التونسية وما رافقها من حديث عن حرية التعبير."
ويضيف جلال بأن حرية التعبير لم تتحقق بالشكل المطلوب بعد وخير دليل على ذلك أن صفحته على الفيس بوك التي كانت تضم أكثر من 33 ألف معجب حجبت بقرار من محكمة عسكرية في تونس.
ويدافع بريك عن الأسلوب الذي يستخدمه في أشرطته المصورة ويقول إن هذا الأسلوب هو الوحيد الذي يحقق الأثر المرجو لدى المستمعين فهو أكثر تأثيرا "فالعنف اللفظي هو أقوى " من الأسلوب الهادئ ، والاستفزاز يحقق قطعا المطلوب.
ويقر بريك بأنه غير تقليدي ويخرج عن المألوف وهو ما يفسر نجاح ما يبثه على الإنترنت.
" جلال بريك : " أنا لا أصلح للسياسة
ويقول جلال عن المجموعات التي تشكلت على فيس بوك للمطالبة بمنحه دورا سياسيا في تونس ، "هي مساعي تلقائية لشريحة من الشباب ترى أنني أقول ما يعتقدون، ولمسوا في خطاباتي صدقا وصوابا" ، "لكني أؤكد أنه لا طموح سياسيا لى في الوقت الحاضر" ، فأنا أعمل من أجل المستقبل وأعمل حاليا على بعث حركة اجتماعية من أجل توعية الشباب التونسي ليكون جاهزا للانتخابات المقبلة. ويضيف ردا على هذه المجموعات التي تطالب عبر الفيس بوك بتمكينه من دور سياسي في تونس ، إنه غير صالح للحكم بل إنه قادر فقط على تمثيل حركة اإجتماعية معارضة لتحقيق التوازن السياسي في تونس. ويقول " لو وجدت نفسي في منصب قيادي سأكون أفظع من زين العابدين بن علي ، فأنا لا أصلح للسياسية ، بل أطالب بإصلاح السياسة"
ويضيف بأنه يعتبر نفسه اليوم المتحدث بلسان حال الشباب. ويقول بريك إنه يتلقي يوميا سيلا من الرسائل الإلكترونية من المعجبين به تطالبه بالحديث عن هذا الموضوع أو ذاك. ولهذا يشعر اليوم بنوع من المسؤولية إزاء ما يحدث في تونس. فقد نصبه الشباب متحدثا باسمهم، وتعهد لنفسه بألا يخذلهم.
 ويقول جلال بريك إنه مهدد في سلامته الشخصية وأنه يتنقل بكل حيطة وحذر خاصة أنه خلق لنفسه عددا كبيرا من الأعداء داخل تونس وخارجها أيضا...
جلال بريك :"أنا ظاهرة قابلة للزوال بزوال مظاهر الفساد

أما الحديث عن أنه ظاهرة ، فلا ينكر جلال بريك ذلك مؤكدا أنه ككل ظاهرة قابل للزوال ، ويؤكد أنه سيزول بزوال مظاهر الوهن والفساد التي يندد بها، حال عودة الأمور إلى نصابها .