الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

ABDOUHAKKI

الهيئة المغربية لحقوق الإنسان-فرع بني ملال تستنكر بشدة تعنيف أساتذة الماست و الأساتذة المجازين

بــــيـان للــرأي الــعـام 

 و تستهجن التراجعات الخطيرة في حفظ الحق في التظاهر السلمي و تدين سلوكات المتورطين ف المساس بالسلامة  الجسدية للمواطنين.                                                 

لم تكتف حكومة السيد بنكيران  في نسختيها الأولى و الثانية بضرب القدرة الشرائية المواطنين  عبر الزيادات المتتالية في أثمنة السلع والخدمات الحيوية خاصة بالنسبة للفئات الفقيرة و المتوسطة فحسب؛بل أطلقت يد القوات العمومية، تزامنا مع احتفاليات المعمور باليوم العالمي لحقوق الإنسان، لإيذاء فئة من أبناء الشعب المغربي ممثلة في آلاف الأستاذات و  الأساتذة حاملي الإجازة و الماستر الذين حجوا إلى الرباط منذ  الثالث عشر  من شهر نونبر المنصرم معتصمين و مطالبين بحقهم في الترقي و تغيير الإطار إسوة بأفواج سبقت تسوية مطالبهم في نفس الموضوع  . و لم يبخل أفراد القوات العمومية في تكريم  الأساتذة المعتصمين بوجبات ساخنة من  فنون الإهانة اللفظية و الضرب و تكسير العظام  بهدف تثبيط إرادة مرابطين سلميين و أصحاب أشرف مهنة و أكثرها  تكلفة مهنيا على الإطلاق؛بل قامت باعتقال عشرات المحتجين وقدمتهم لمحاكمات صورية في محاولة يائسة لوئد إرادة الصمود لذيهم.                                                

 و بإتباع هذه المقاربة ذات الحنين إلى عهد الإذلال و التعسفات وخنق الحريات ،فندت الحكومة الحالية شعارات الاستثناء المغربي في المشهد الحقوقي الإقليمي    و الدولي ،و أبانت عن  الوجه الحقيقي للعقلية التحكمية التي تميز أصحاب القرار القطاعي و الحكومي بشكل فاضح.وحيث أن الهيئة المغربية لحقوق الإنسان تراقب
 بانزعاج شديد المأزق و المنحى الذي وصلت إليه الأمور في هذا الملف الساخن تعلن للرأي العام الوطني ما يلي:                                                       
1- الحديث عن الترقية الاستثنائية يؤشر على اعتباطية بنيوية في تدبير الموارد البشرية و قصور في توحيد المرتكزات الأساسية في مسألة التوظيف و القوانين الأساسية المؤطرة له في بلد نعم بالاستقلال  منذ 1956.                                                 
2- غياب حس التوقع و الاستشراف الإستراتيجي لدى المشرع الوطني في مجال الوظيفة العمومية ووجود حاجة  ماسة إلى سن قوانين تتماشى مع مستجدات الواقع ...                               
3- تناقض المعايير و ازدواجيتها في التعامل مع ملفات مشابهة تعطي فرصة للقياس وحجة للمقارنة لدى المتضررين.
4- سقوط ورقة التوت على عورة بعض النقابات وانكشاف عدم رغبتها في حلحـلة  مشاكل الفئات المختلفة من شرائح الشغيلة التعليمية ، و بالتالي تخليها عن تحمل المسؤولية في التفاوض حول ملف هذه الفئات المغبونة في حقوقها.                                 
5- طغيان  المقاربة الأمنية لدى الحكومة الحالية بعدم فتحها لقنوات الحوار مع ممثلي التنسيقيات   أو النقابات التي التحمت مع المرابطين في الرباط ، وتهور متخذي قرار التدخل الأمني باستعمال العنف.                                                                                                                    
6-  صون حق التلاميذ في التعلم لا يتعارض مع حق الأساتذة في حفظ كرامتهم وتمتعهم بالمساواة و حرية التعبير عبر الاحتجاج السلمي الذي يضمنه الدستور المغربي وتشدد عليه كافة المواثيق الدولية.                                            
                      .                             
و إذ ننعي في الهيئة المغربية لحقوق الإنسان فرع بني ملال هذا الأسبوع أحد الأيقونات التاريخية في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ضد الميز العنصري و كل أشكال الإقصاء و الاستبعاد الاجتماعي: المناضل نيلسون مانديلا ، نبعث برسالة  هؤلاء المقصيين من حق الترقي بالشهادة إلى المسؤولين ونشاطر الراحل مانديلا  
 مقولته  بأن التعليم هو أكثر سلاح فتاك يمكن للإنسان أن يستخدمه لتغيير العالم ،  و نضيف بأن لهذا السلاح جنوده وهم الأساتذة المجازون وأصحاب شهادة الماستر وغيرهم،فلولا تواجد هؤلاء الجنود في الصحاري و الجبال لما استطعنا  الحد من الجهل و الأمية في وطننا الحبيب .                                                 

وفي الأخير نطالب بفتح تحقيق في الخروقات التي شابت تعامل السلطات العمومية مع الموقف و تحديد المسؤولين عن استعمال العنف لفض اعتصام سلمي و منظم في حق الأساتذة وإطلاق سراح المعتقلين  . ونراهن على أن تتعامل الوزارة الوصية مع مطالب هذه الفئة من المواطنين بإنصاف وأن تعمل على تدارك الموقف بتسوية وضعيتهم المالية و الإدارية في السلالم المناسبة لشواهدهم ونطلب بالإفراج الفوري عن الأساتذة المعتقلين على خلفية الاحتجاج  ؛ وأن يعمل المسؤولون على محاربة ثقافة الاستثناء عندما يتعلق الأمر بالحقوق و الواجبات.             

فـــرع بـني مـلال

بني ملال في    10/12/2013
                                    

عن المكتب