الخميس، 30 يناير 2014

ABDOUHAKKI

نشطاء ومحامون سوريون يقدرون عدد المختفين قسرياً ب ٢٨٠٠٠ شخص

بناء على تقديرات مجموعات حقوقية تعمل داخل سوريا، تعرض ما بين ٢٨٠٠٠ و ٨٠٠٠٠ سوري للاختفاء القسري على يد نظام الأسد خلال الأشهر التسعة عشر المنصرمة. ستقوم آفاز اليوم باصدار شهادات لعائلات تعرض أحد أفرادها للاختفاء القسري من قبل النظام.
خلال الشهرين الماضيين، قام سوريون باعلام آفاز عن تعرض أفراد من عائلاتهم للاختفاء القسري. من ضمن هذه الحالات:
- رولا*، امرأة من حمص. اختطفت من قبل قوات الأمن أثناء شراء البقالة في سبتمبر ٢٠١٢.
- محمد عبدالرحمن*، ناشط سلمي من حمص. سُحب من منزله أمام زوجته وأطفاله في سبتمبر ٢٠١٢.
- أبو ياسر*، فلاح. اعتقل على حاجز للجيش في أغسطس ٢٠١٢ وهو في طريقه لشراء وقود للتدفئة.
مديرة حملات آفاز آليس جاي علّقت عن الموضوع قائلة: "تقوم قوى الأمن والمليشيات المسلحة السورية باختطاف المواطنين من الشوارع و "اخفائهم" في زنزانات التعذيب. ما من أحد آمن، سواء كانت امرأة تشتري البقالة أم فلاحاً يشتري الوقود. هذه هي سياسة النظام المعتمدة لترهيب العائلات و المجتمعات؛ حالة الذعر الكامنة في عدم المعرفة ما إذا كان زوجك أو ابنك حياً تولّد خوفاً يسكت المعارضين. يجب التحقيق في مصير كل من هؤلاء الأشخاص ومعاقبة الجناة."
قام حقوقيون سوريون معروفون باعطاء مجموعة من التقديرات حول العدد الكلي لحالات الاختفاء القسرية منذ بداية الحراك الثوري في آذار ٢٠١١.
- قدّر فاضل عبدالغني مدير الشبكة السورية لحقوق الانسان، والتي عملت على رصد أعداد الشهداء منذ بداية الحراك، أعداد المختفين قسرياً ب ٢٨٠٠٠ شخص على الأقل، قامت الشبكة بتوثيق أسماء ١٨٠٠٠ منهم. صرحت الشبكة عن توفر معلومات حول ١٠٠٠٠ حالة إضافية، لكن دون أسماء، حيث أن العائلات كانت خائفة من مشاركتها.
- مهند الحسني، رئيس المنظمة الحقوقية السورية "سواسية" والحائز على جائزة مارتن إينالز وعضو لجنة الحقوقيين الدولية، قال في إشارة منه إلى مجلس الأمن: "حسب المعلومات الواردة إلينا من مختلف المناطق في سوريا، فإننا نعتقد أن عدد المختفين قسرياً قد يصل إلى ٨٠٠٠٠ شخص. تتم عمليات الاختطاف في الليل في الشوارع الخالية من الحركة. إن العالم بأسره مرتبط بهذه الدول الخمسة الكبرى التي جعلت العالم أسوأ بكثير عما كان عليه والتي ليس لها قدرة على الضغط على الدول التي ترتكب انتهاكات حقوق الانسان كالنظام السوري."
- محمد خليل، حقوقي من محافظة الحسكة، قال: "لا يوجد رقم دقيق لعدد الأشخاص الذين تعرضوا للاختفاء القسري في سوريا، ولكن حسب متابعتي للأحداث، وللمعلومات الواردة أستطيع أن أقول أن عدد المختفين قسرياً في سوريا هو بالآلاف. يقوم النظام بهذا الأمر لسببين: الأول هو من أجل التخلص من الناشطين والثوار على الأرض مباشرة، والثاني هو من أجل اخافة المجتمعات في المناطق التي تشهد حراكاً ثورياً كي لا تقوم بمعارضة النظام.
تحدثت آفاز إلى العديد من أصدقاء و أقارب أشخاص مختفين قسرياً، و ستقوم بتسليم هذه الحالات إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المفوّض بالتحقيق في هذه القضايا. فيما يلي مجموعة من الشهادات بإمكانكم مشاهدتها في هذا الفيلم القصير الذي أعدته وأنتجته آفاز: http://youtu.be/OuTzAcWSUeg

ميس*، التي اختفى زوجها أنس قسرياً في تلكلخ في شهر فبراير هذا العام، قالت: "إن الأطفال بحاجة لوجود الأب في حياتهم. لقد كان من الصعب جداً أن يتأقلموا مع الوضع، لقد مررت بأوقات عصيبة وأنا أحاول تبرير غيابه. يسألوني دائماً: ’أين والدنا؟ من أخذه‘ وأنا لا أعرف كيف أرد. عليّ أن أكذب عليهم وأقول إنه ذهب للعمل، وإنه بخير."
عامر عبدالله، ٣٢ عاماً من قرية سنجار في معرة النعمان - محافظة ادلب، والتي تشهد اشتباكات عنيفة بين قوى النظام والمعارضة. شقيقه هشام تحدث إلى آفاز قائلاً: "كان أخي مجرد فلاح قبل بدء الثورة، ومع انطلاق الاحتجاجات في منطقتنا، عمد الأمن الى تضييق الخناق علينا، وحرماننا من المواد الأساسية التي لا يمكن العيش بدونها، وأبرزها مادة المازوت التي تستعمل للتدفئة، فساهم شقيقي في جلب المازوت من عدة محطات للوقود من أجل توزيعها على أهالي المنطقة. وفي يوم ١٨ فبراير ٢٠١٢، وبينما كان متجها نحو محطة الوقود من أجل جلب المازوت، مر بحاجز عسكري في منطقة وادي الضيف يقع شرق مدينة معرة النعمان، وتم اعتقاله هناك. ومن وقتها ونحن لا نعرف شيئا عنه، سوى ما يأتينا من المعتقلين الخارجين حديثا من السجن، و آخر ما عرفناه من أحد المعتقلين المطلق سراحه، كان قبل ثلاثة أشهر، حيث قال لنا أنه موجود في سجن المزة، ووصف لنا حالته بأنه ضعيف جسديا وقد فقد الكثير من وزنه، وحتى الآن لا نعلم أي فرع أمن يحتجزه. ونحن لم نتجرأ على الذهاب والسؤال عنه، خوفاً من أن يتم اعتقالنا أيضاً."
أنس الشغري، ٢٣ عاماً، هو ناشط سلمي اختفى بمنطقة زراعية قرب بانياس بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات في بلدته. وإلى الآن لم يعرف مكان وجوده. وأنس مواليد قرية البياضة التابعة لمدينة بانياس طالب سنة ثالثة كلية اقتصاد جامعة تشرين اللاذقية.
تقول إحدى شقيقات أنس: "اعتقل أخي وسلم من قبل شخص يثق به بعد منتصف الليل ١٤ أيار٢٠١١ حيث أنه كان من المفترض أن يقابل هذا الشخص ليغير مكان اختبائه غير آمن. حاولنا الاتصال بهذا الشخص فقال لنا: "نعم أنا سلمت أنس بنفسي". منذ ذلك اليوم لم نسمع عن أخي أي شيء سوى بعض المعلومات من قبيل أنه في فرع ٢٩١ أمن الدولة دمشق، عرفنا ذلك من أحد المعتقلين المفرج عنهم حديثا.ً و أخبرنا أيضاً أن أنس في المنفردة ويتعرض للتعذيب الشديد الأمر، الذي جعلني في حالة من الخوف والرعب على أخي إلى درجة أني أبكي كل يوم لمجرد تخيل ما يمكن أن يكون قد حصل له. في كل مرة كنا نسأل عن أنس كان الجواب نفي وجوده  لدى أي فرع أمن كما قمنا بتوكيل محامي لهذا الموضوع دون جدوى. وما ميز أنس أنه من أول الأصوات التي دعت للتظاهر السلمي  في بانياس، فقد استخدم علاقاته وصداقاته وشخصيته القوية والمحبوبة في الحض على التظاهر. وكان أنس من أكثر الناشطين إعلاميا في مدينة بانياس وهو على اتصال دائم مع المحطات الإخبارية مما أثار مزيدا من السخط والحقد عليه من قبل الأمن و الشبيحة."
حسين عيسو، ٦٢ عاماً، هو ناشط سوري-كردي سلمي اعتقل من أمام منزله الساعة الثانية صباحاً في ٣ سبتمبر ٢٠١١ من قبل دورية من المخابرات الجويّة التي يترأسها جميل حسن. آفاز صوّرت مع أخيه بشار من منزله في فرنسا، حيث أخبرنا: "كان أخي متوجها إلى بيته عندما قام عناصر الأمن بإلقاء القبض عليه علماً بأن حسين كان قد اعتقل منذ أسبوعين لمدة يوم واحد على خلفية اعتصام أمام المحكمة في الحسكة حيث جرت محادثة  مع النائب العام عن إطلاق سراح بعض الناشطين. وتم الكشف عن مضمون الحوار لاحقاً من قبل حسين عيسو على قناة العربية قال فيه إن النائب العام توجه إليه بالقول: "أنت لست عربيا ليس لك علاقة" فرد عيسو: "أنا سوري وبس" . لقد تم نقل أخي لأكثر من فرع مخابرات في سورية ولم يفرج عنه بسبب رفضه للتوقيع على تصريح بالندم.  حسين يعاني من وضع صحي خطير جدا في القلب وهو بحاجة ماسة للدواء، لكن قوى الأمن لم تسمح للعائلة باحضار الأدوية إليه. ولقد وصلنا علم بأنه تعرض لأزمة دماغية أدت إلى حالة من الشلل النصفي. إن العائلة الآن في حالة يرثى لها من القلق، خصوصا بعد التخوفات الجدية من تدهور حالته الصحية أكثر، إلى درجة أننا نخشى على حياته."
أحمد غسان ابراهيم، ٢٦ عاماً من قرية قلعة الحصن قرب حمص. والدته السيدة فايزة المصري تحدثت لآفاز قائلة: "في تاريخ ٢٧ فبراير ٢٠١٢، توجه ولدي بسيارته من بلدتنا قلعة الحصن باتجاه مدينة تلكلخ، وعندها فقدنا الاتصال به. حتى الساعة العاشرة والنصف ليلاً، حيث اتصل بخالته من رقم غريب، وقال لها أنه متجه نحو حمص، وطلب منها عدم معاودة الاتصال به سواء على هاتفه، أو على الهاتف الذي اتصل منه.ولكننا حاولنا الاتصال به دون أي جدوى. علمنا لاحقاً أن الرقم الذي اتصل بنا منه أحمد هو تابع لفرع الأمن العسكري في حمص. لم نيأس وبقينا نحاول الاتصال به على هاتفه الجوال، كما سألنا تقريبا جميع الأفرع الأمنية عنه دون جدوى. حتى قبل شهر ونصف، اتصلنا بهاتفه الخليوي، فأجاب علينا شخص لا نعرفه، وقال لنا أن ابننا أصيب برصاصة قناصة وقتل وقد تم دفنه في مدينة الرستن. ولكننا لم نستطع التأكد من هذه المعلومات. نحن نعيش حالة قلق شديد منذ ستة أشهر، ونحن متأكدين بأنه لم يكن ليغادر ويترك زوجته الحامل بتوأم ويتركنا وحيدين. ولذا نحن نريد فقط معرفة مصيره.  
بدأت منظمة آفاز بعملها لانهاء الأزمة في سوريا منذ شهر أبريل ٢٠١١، وقامت بتدريب شبكة من الصحفيين المواطنين في مجال الاعلام والتكنولوجيا والاسعافات الأولية، كما زودتهم بكاميرات وحواسيب محمولة وأجهزة اتصال تعمل على الأقمار الصناعية لتمكينهم من نقل الأحداث في سوريا ومشاركتها مع وسائل الاعلام العربية والعالمية.

إن تصنيف الشخص على أنه مختفٍ قسرياً يلتزم التعريف المذكور في المادة رقم ٢ في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري والتي تعرّف الاختفاء على أنه: "اعتقال أو احتجاز أو اختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من أفراد يتصرفون بإذن أو دعم الدولة أو موافقتها، و يعقبه رفض اعتراف حرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون." بناءً على الاتفاقية الدولية، فإن "ممارسة الاختفاء القسري العامة أو المنهجية تشكل جريمة ضد الإنسانية." إن المختفي قسرياً، بالتعريف، هو الشخص الذي مضى ٣٠ يوماً على التاريخ الأولي لاختفائه.
انتهى
آفاز هي منظمة حملات عالمية لديها أكثر من ١٦ مليون عضو حول العالم تعمل على ضمان مشاركة قيم و وجهات نظر شعوب العالم في صنع القرار. (آفاز تعني "صوت" أو "أغنية" في عديدمن اللغات). إن أعضاء آفاز منتشرون في جميع دول العالم، و فريق عملنا منتشر في ١٣ دولة في ٤ قارات و يعمل ب ١٤ لغة. بإمكانكم متابعتنا على فيسبوك و تويتر.
بإمكانكم إحراء مقابلات مع:
- مديرة حملات آفاز آليس جاي
- أقارب بعض المختفين قسرياً داخل سوريا عبر سكايب، و عبر الهاتف أو سكايب مع الأقارب الموجودين خارج سوريا.
- اثنين من الحقوقيين العاملين في حالات الاختفاء القسري.
لمزيد من المعلومات أو لترتيب المقابلات، الرجاء الاتصال محمد دياب على ٠٠٩٦١٧٦٥٨١٢٥٨، أو عبر البريد الالكتروني mouhamad@avaaz.org
ملاحظات للمحرر:
- * اسم مستعار
- في ٢٨ تموز ٢٠١١ قامت آفاز باصدار بحث يوثق كل الحالات التي وصلت الينا عن الاختفاءات القسرية بين ١٥ آذار و ١٥ تموز من ذلك العام، بما مجموعه أقل من ٣٠٠٠ حالة. لكن العنف المتصاعد و النزوح الداخلي والخارجي إلى البلدان المجاورة، أثر على قدرة الفريق في اتباع بروتوكول آفاز في التوثيق، لذا لم تتمكن آفاز من تحديث بيانات هذا البحث.  
- استخدمت الاختفاءات القسرية كوسيلة ترهيب عندما شن حافظ الأسد حملته الدموية بين عامي ١٩٧٩ و ١٩٨٢. منذ ذلك الوقت، مازالت ٧٠٠٠ ضحية في عداد المفقودين.
- تشير التقديرات أنه خلال الحرب القذرة في الأرجنتين بين عامي ١٩٧٧ و ١٩٨٣، تم اختفاء حوالي ٣٠٠٠٠ شخص على يد المجلس العسكري الحاكم. كما يُزعم أنه خلال الحرب الأهلية في الجزائر بين عامي ١٩٩٢ و ١٩٩٧، تم اختفاء ١٧٠٠٠ شخص قسرياً.